تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مع توجه معظم الدول الأوروبية في عام 2015 إلى تشديد الرقابة على حدودها بغية وقف تدفق اللاجئين الفارين من الصراع في الشرق الأوسط، رحب الشعب السويدي ترحيبًا شديدًا بقرار حكومتهم قَبول 163.000 لاجئ جديد.

على ضوء جهود جون راسموسن الحوارية في المنظمة العالمية للحركة الكشفية (WOSM)، التي عمل فيها منذ عام 2011، تواصل معه مركز الحوار العالمي (كايسيد) في أوائل عام 2021، إيمانًا بدوره في تحقيق إضافة رائعة إلى شبكة الحوار.

وقال راسموسن الذي ينحدر من الدنمارك: "لقد سمعت سابقًا عن الشبكة واطلعت على المصادر التي أنتجها كايسيد، ولكن لم أتعمق في الأمر حتى تلقيت مكالمة من كايسيد وجلست مع بعض العاملين فيه وحصلت على فكرة عمَّا أنجزوه وكيف ينظمون عملهم".

تواجه أوروبا اليوم أكبر حركة لجوء إليها منذ الحرب العالمية الثانية؛ إذ فرَّ 4.9 مليون أوكراني من الحرب في القارة الأوروبية وسعى آلاف الأفغان إلى الحصول على الحماية داخل الاتحاد الأوروبي نتيجة للعنف الواسع النطاق في أفغانستان الذي أودى بحياة عدد هائل من الضحايا المدنيين.

اجتمع هذا الأسبوع في ورشة في ستوكهولم أكثر من 40 من القيادات الدينية وممثلي منظمات إغاثة اللاجئين وصانعي السياسات لمناقشة التحديات والفرص للإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في مدن أوروبا.

نظرًا إلى موقع صربيا في منتصف الطريق بين الشرق الأوسط وأوروبا الغربية، فقد تضررت بشدة في عام 2015 من "أزمة اللاجئين" الذين هربوا من الحرب وانعدام الأمن الاقتصادي المزمن في بلادهم. وإذ وصل مئات الآلاف من اللاجئين إلى بلاد البلقان وكان معظمهم متجهًا إلى العاصمة الصربية بلغراد، كان من بين صفوفهم آلاف الأطفال غير المصحوبين بذويهم والذين كانوا وحيدين وضعفاء وفي حاجة ماسة إلى رعاية متخصصة.

في وقت تزداد فيه معاداة السامية وكراهية المسلمين وكره الأجانب في أوروبا، فإن وقوف الحاخام والإمام جنبًا إلى جنب في تضامن مع الناجين من محرقة اليهود (الهولوكوست) ومع بعضهم بعضًا وباسم يهود أوروبا ومسلميها يعد لحظة قوية ومؤثرة.

إنَّ أفضل أشكال المساعدة الإنسانية هي تلك التي تكون وجهًا لوجه، حيث التعاطف مع الناس عبر النظر إلى عيونهم أو الأخذ بأيديهم أو معانقتهم. وهي أمور جوهرية افتقدناها في زمن الجائحة العالمية.

وقد واجه الناشطون في مجال الإغاثة في جميع أنحاء العالم تحديات لم تكن بالحسبان، تمثلت لدى البعض في التقليص المؤقت لأنشطة الإغاثة لدى البعض، وفي ضرورة مضاعفة الجهود لمساعدة المجتمعات الأكثر احتياجًا لدى البعض الآخر. ومن هؤلاء كانت الوكالة التنمية والإغاثة السبتية (أدراADRA ).

في أثناء مقابلة أجريت في سبتمبر عام 2021 مع نائب مدير قسم البرامج في مركز الحوار العالمي "كايسيد" الأستاذ أنس العبادي، شُتت انتباهُه قليلًا نتيجة ظهور إشعار إخباري على شاشة هاتفه المحمول يفيد بأن الشرطة الألمانية منعت للتو هجومًا على كنيس يهودي في مدينة هاغن الواقعة شرقي مدينة دوسلدورف في ألمانيا.

وبعد أن شهد الأستاذ العبادي الدمار الذي أحدثه الهجوم على كنيس يهودي في مدينة هالة شرق ألمانيا في عام 2019، دُهش مرة أخرى كيف أن أحداثًا كهذه أكدت اهتمام كايسيد بدعم المشروعات التي تعزز حماية المواقع الدينية وتشجيعها.

اعترافًا بعام يشوبه تصاعد كره الأجانب وخطاب الكراهية، سيركز اليوم العالمي للاجئين هذا العام على ضرورة إدماج اللاجئين والمهاجرين.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، فقد أجبر الصراع والاضطهاد أكثر من 80 مليون إنسان في مختلِف أنحاء العالم على الفرار من ديارهم.