تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الشراكات جوهر عمل برنامج كايسيد للتعلم الإلكتروني

25 يناير 2023

في السعي إلى عالم أكثر استدامة وسلامًا وإنصافًا، يعد التعاون بين مختلف الشركاء أمرًا أساسيًّا. ويعد هذا الإيمان بالشراكة جوهر عمل كايسيد برمَّته، وهو كذلك مبدأ توجيهي لمجموعة فرص التعلم الرقمي التي يوفرها المركز.

ويقدم كايسيد حاليًا 28 دورة تعليمية إلكترونية تغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات، بدءًا من تلاقي الحوار بين أتباع الأديان (IRD) وتغير المناخ وصولًا إلى إدماج مجتمعات اللاجئين في أوروبا. وقد صُممت الدروس الافتراضية من أجل معالجة نقص الدورات الأكاديمية المعتمدة عبر الإنترنت التي تغطي موضوع الحوار بين أتباع الأديان، وهي مفتوحة لكل من المتخصصين في الحوار ومنظمات القيم الدينية (FBOs) ومنظمات المجتمع المدني (CSOs) وصانعي السياسات والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين والمشاركين في برنامج كايسيد للزمالة الدولية وعامة الجمهور.

الشراكة عبر التصميم

إن الشعور بالشراكة هو جزء لا يتجزأ من نسيج برنامج كايسيد للتعلم الإلكتروني بفضل الطبيعة التعاونية لعملية إعداد الدورات. وترتبط جميع المقررات الدراسية بالمبادرات العالمية وأهداف التنمية من أجل السلام المستدام، وهي مصممة أيضًا بمدخلات من مجموعة متنوعة من المنظمات الدولية، وتشمل هذه المنظمات برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وجامعة الأمم المتحدة للسلام (UPEACE) والاتحاد اللوثري العالمي (LWF) وجامعة مونتريال وجامعة كومبلوتنسي في مدريد (UCM) والمعهد العالي للعلوم الدينية في برشلونة (ISCREB).

Image

وتندرج دورات التعلم الإلكتروني التي ينظمها المركز ضمن فئتين رئيسيتين: دورات قصيرة ذاتية الإشراف ودورات بإشراف مدربين تستمر لعدة أسابيع، وكلاهما بمثابة تكملة للورشات والمؤتمرات التدريبية العديدة التي يعقدها المركز وجاهيًّا. وتماشيًا مع التزام المركز التعلم المختلط، يعد التعليم الرقمي أيضًا عنصرًا رئيسيًا في برنامج كايسيد للزمالة الدولية الذي يضم المجموعات الدولية والإقليمية.

الشراكة عبر المشاركة

على مدار العام، يمكن للمؤسسات من جميع أنحاء العالم أن تطلب انضمام مجموعة من أعضائها إلى برنامج كايسيد للتعلم الإلكتروني والمشاركة إما في دورة قصيرة ذاتية الإشراف أو في مجموعة أطول من المقررات الدراسية.

وفي وقت سابق من هذا العام، شارك أعضاء منتدى شباب جنوب إفريقيا (SAYoF) في دورة التعلم الإلكتروني الذاتية الإشراف "التواصل بين أتباع الثقافات" ودورة التعلم الإلكتروني الخاضعة لإشراف مدربين "إشراك الجهات الفاعلة الدينية في دعم عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة (SDGs)" التي صُممت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركاء دوليين آخرين.

وقال كاويكازي ميني، المختص في تنمية الشباب في منتدى شباب جنوب إفريقيا: " كان هدفنا أن نساعد على تعزيز قدرة أعضائنا بصفتهم بناة سلام وصانعي تغيير. وبفضل المشاركة في الدورات التي أنشأها كايسيد وفي المجموعات الدولية الأخرى، تمكن أعضاؤنا من الحصول على معرفة متنوعة واكتساب فهم أفضل لكيفية مواءمة عملهم مع الأهداف العالمية الواسعة النطاق".

وبغية تعزيز نتائج التعلم لأعضاء المنتدى المشاركين في الدورات، عقد مختصون في الحوار والاستدامة من كايسيد وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة جلسات توجيهية إلكترونية تكميلية. ووفقًا لما صرح به ميني، أتاحت هذه الندوات الافتراضية فرصة كبيرة للطلاب لطرح أسئلة مفصلة تتعلق بالمنهج الدراسي وأرست الأساس لفرص التعلم الإلكتروني المستقبلية المكيَّفة مع الاحتياجات المحدَّدة للمنتدى.

ويعد تأمين تجربة تعليمية مبتكرة هدفًا رئيسًا لبرنامج كايسيد للتعليم الرقمي، ويمكن تعديل دورات التعلم الإلكتروني التي تخضع لإشراف المدربين من أجل مراعاة المتطلبات التنظيمية أو الإقليمية الفريدة لمجموعة معينة من الطلاب. وفي إطار ذلك، تضطلع منتديات النقاش التي ييسرها الوسيط دورًا محوريًا؛ إذ تعمل بوصفها جسرًا بين مختلف المقررات الدراسية وتسمح للمشاركين بالتعلم من بعضهم بعضًا عن طريق تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة.

وقالت أزمايرا أليبهاي، منسقة الإيمان والنظم البيئية في مبادرة الإيمان من أجل الأرض التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة التي قادت إحدى الجلسات التوجيهية لمنتدى شباب جنوب إفريقيا: "إن المنتديات التي تخضع لإدارة المشرفين هي فرصة عظيمة للمشاركين لمناقشة كيفية ربط النظرية التي تُدرَس في مقررات التعلم الإلكتروني بالأنشطة والمشروعات العملية داخل منظماتهم ومجتمعاتهم المحلية".

وبالإضافة إلى المساعدة على تطوير المنهج الدراسي، يرسل برنامج الأمم المتحدة للبيئة مجموعات من موظفيه للمشاركة في برنامج كايسيد للتعلم الرقمي بغية الكشف عن العلاقة بين القضايا الدينية والمسائل البيئية. وطبقًا لما قالته أليبهاي، فإن التعليم المقدَّم يتسم بالأهمية لكونه يؤمن المهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة بطريقة أفضل مع منظمات القيم الدينية المحلية والقيادات الدينية وبناء توافق في الآراء على جميع المستويات بشأن قيمة مشاركة أتباع الأديان.

وختمت أليبهاي مداخلتها قائلة: "تتصل بنا بانتظام الجهات الفاعلة الدينية المهتمة بالمناخ الراغبة في مناقشة إجراء تغييرات متعلقة بالاستدامة، وإن مبادرة الإيمان من أجل الأرض التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة هي أول برنامج يضفي الطابع المؤسسي على الحوار بين أتباع الأديان داخل منظومة الأمم المتحدة. وتؤمن دورات التعلم الإلكتروني أساسًا لإجراء تلك المحادثات، المحلية والعالمية، بطريقة مستنيرة، وتسمح منتديات النقاش لموظفي برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتوجيه الأسئلة الرئيسة التي قد تنشأ في أثناء تفاعلاتنا مع المجموعات الدينية".

الشراكة عبر الاندماج في التعليم العالي

ومع ما سبق، فإن تركيز كايسيد على الشراكة لا يقتصر على تصميم الدورات والمشاركة فيها؛ إذ اتخذت بعض المنظمات الأكاديمية الشريكة خطوات لإدماج دورات المركز في مناهجها الدراسية من أجل تزويد طلابها بفهم أعمق للحوار بين أتباع الأديان.

Image
KAICIID currently offers multiple e-learning courses that deal with a wide variety of topics (Photo: Shutterstock)

وبجانب المساعدة على وضع تصور لدورة التعلم الإلكتروني "استخدام الحوار بين أتباع الأديان (IRD) لتعزيز السلام والمصالحة والتماسك الاجتماعي" وبنائها، دمج البروفيسور في جامعة مونتريال باتريس برودور البرنامج في منهج إحدى دوراته عن الحوار، مع عنصر واحد للطلاب الجامعيين والآخر للخريجين.

وقال برودور: "بفضل الشراكة مع كايسيد والمنظمات المتخصصة الأخرى، يمكن للأساتذة مثلي أن يُعلوا أصواتًا ويعرضوا وجهات نظر جديدة في الدروس التي ندرسها. وفي النهاية، يثري هذا الأمر جودة التعليم الذي يتلقاه طلابنا وتنوعه".

الشراكة من أجل المستقبل

وبالنظر إلى المستقبل، يأمُل برودور في أن تُدرج جامعات عديدة -ولا سيَّما تلك المرتبطة بالهُوية الدينية- دورات كايسيد للتعلم الإلكتروني في مناهجها الدراسية، ممَّا سيسمح لآلاف الطلاب في شتى أنحاء العالم بتعميق الفهم لمبادئ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وبين أفراد المجتمعات المحلية وأهميته.

ويطمح فريق التعلم الإلكتروني التابع لكايسيد إلى التواصل مع شريحة أوسع من الشركاء والتعاون معهم تعاونًا أكبر.

وقال أرمين روستوميان، مدير برنامج كايسيد للتعلم الإلكتروني: "إن وجود مجموعة واسعة بشكل متزايد من الشركاء لا يعزز عمق عملية تصميم الدورة التدريبية وتنوعها وحسب، بل إنه يساعدنا على نشر المعرفة على نطاق أوسع. وفي حين نواصل العمل من أجل تعاون جديد، فإننا نعمل باستمرار على توسيع نطاق إنتاجنا التعليمي عن طريق بناء شراكات جديدة".

مزيد من المعلومات

 برنامج كايسيد للتعلم الإلكتروني متوائم مع الهاتف المحمول ومجاني ومتاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ويمكن للأفراد الانضمام إلى دورات التعلم الإلكتروني عن طريق الضغط هنا. وبدلًا من ذلك، يمكن للمنظمات التي تركز على الحوار الاتصال مباشرة ببرنامج التعلم الإلكتروني. وعند إتمام أي من دورات التعلم الإلكتروني بنجاح، يحصل الطلاب على شهادة تثبت مجموعة مهاراتهم ومعارفهم الجديدة.

يمكن للمشاركين أيضًا مواصلة تعلمهم عبر المشاركة في الندوات الدراسية الإلكترونية المواضيعية العادية ومنصة Connect2Dialogue، وهي منصة شبكات رقمية تعزز أفضل الممارسات وتبادل المعرفة عن طريق بناء شراكات بين الممارسين والخبراء والشركاء العالميين الآخرين.