تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المجلس الإسلامي اليهودي يدعو إلى حماية الحقوق الدينية في أثناء مهمته إلى سلوفينيا

05 نوفمبر 2021

في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية ورُهاب الإسلام في أوروبا، كان عمل المجلس الإسلامي اليهودي (MJLC) موضع إشادة وتقدير من أحد كبار صانعي السياسات الأوروبيين.

فقد أثنى الرئيس بوروت باهور، رئيس جمهورية سلوفينيا، على "العمل المهم" الذي يقوم به المجلس المدعوم من مركز الحوار العالمي "كايسيد" حين اجتمع القيادات الدينية في العاصمة السلوفينية ليوبليانا لإجراء مناقشات بشأن ممارسة الحريات الدينية.

وفي أثناء مهمة المجلس التي استغرقت ثلاثة أيام والتي كانت غايتها التواصل مع صانعي السياسات الأوروبيين، أجرى وفد من القيادات الدينية الإسلامية واليهودية محادثات مع كبار السياسيين، ومنهم الرئيس باهور ورئيس الوزراء جانيز جانسا وعمدة ليوبليانا زوران يانكوفيتش، تطرقت إلى قضايا حقوق المكونات الأوروبية كافَّة وخطاب الكراهية والتعاون بين أتباع الأديان.

صانع السياسات الأوروبي البارز يثني على مهمة المجلس

وفي أثناء المهمة، اجتمع أكثر من 30 قيادة دينية من 20 بلدًا لمناقشة ظهور قوانين مثيرة للجدل تقيد الحريات الدينية للمسلمين واليهود، ومنها قوانين تشمل حظرًا جديدًا مدعومًا بالتشريعات على أنواع معينة من الملابس في عدة بلدان أوروبية.

كما أثارت قيادات المجلس أيضًا المسألة الأوسع نطاقًا المتعلقة بحقوق المكونات الدينية، مشيرة إلى تولي سلوفينيا حاليًّا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي والتزامها تعزيز الحوار مع المواطنين بصفته وسيلة مهمة لتحسين تنفيذ السياسات.

Image
Members of the KAICIID-supported Muslim-Jewish Leadership Council (MJLC) meet with Slovenian government officials (Photo: Jani Ugrin/KAICIID)

وتأييدًا لعمل المجلس، أشار الرئيس باهور إلى عمق الصدع المجتمعي وأهمية المشروعات التي تقرب بين المواطنين. وقال:

"إننا نعيش في عالم تسوده الانقسامات الأكبر والأعمق من أي وقت مضى. ولأن التوترات في المجتمع آخذة في الازدياد، كان عمل المجلس الإسلامي اليهودي مهم جدًّا، لأنه أحد تلك المبادرات التي تجمع الناس معًا".

مناقشة الحقوق الدينية في المحادثات الرفيعة المستوى مع رئيس وزراء سلوفينيا

إذ تصاعدت حدة خطاب الكراهية والعنصرية وكره الأجانب ومعاداة السامية ورُهاب الإسلام في ظل تفشي جائحة "كوفيد-19"، اتُّبعت في الوقت نفسه سياسات تتعارض مع الحريات الدينية وحرية العبادة.

وإذ ناقش وفد قيادات المجلس هذه القضايا الحاسمة، دعا واضعي السياسات الأوروبيين إلى تعزيز التعددية الدينية والنهوض بقضية الحوار بين أتباع الأديان ومعالجة خطاب الكراهية والتمييز معالجة فورية وإدخال قوانين تزيد من الحماية المتعلقة بحقوق المكونات الأوروبية كلها ولا تقوضها.

ثم قدمت هذه التوصيات في الاجتماع مع رئيس الوزراء جانيز جانسا، الذي نوقشت في غضونه الأولويات الرئيسة للرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الاجتماع أيضًا، شدد رئيس الوزراء جانسا على أهمية الحريات الدينية والحوار بين مختلِف أتباع الأديان من أجل تعزيز المزيد من التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل.

حقبة جديدة من التعددية الدينية في سلوفينيا

ويتمثل أحد الأهداف الأساسية للحوار بين أتباع الأديان في حماية حريات جميع أتباع الأديان وكرامتهم وتعزيزهما. وفي سلوفينيا، يُحرز تقدم كبير على هذا الصعيد. ومع أن الشكوك العامة بشأن الهجرة والمهاجرين ما تزال مرتفعة، اتخذ هذا البلد الأوروبي حديثًا خطوات مهمة نحو مزيد من التعددية الدينية. وفي العام الماضي، افتُتح أول مسجد في البلاد مع خطط لافتتاح أول كنيس يهودي في العاصمة ليوبليانا في الأيام المقبلة أيضًا.

وأثنى الرئيس المشارك للمجلس فضيلة الشيخ الدكتور نجاد غرابوس، مفتي سراييفو والمفتي السابق للجالية الإسلامية في سلوفينيا، بدوره على هذه الجهود وشجع صانعي السياسات في جميع أنحاء القارة على "الاستفادة من منافع الحوار بين أتباع الأديان والعمل على إيجاد أوروبا متنوعة حقًّا ومنصفة عبر تعزيز ثقافة تقدير الاختلافات الدينية والثقافية واحترام حقوق المكونات الدينية الأوروبية كلها".

وفد المجلس يزور كنيس سلوفينيا الجديد ومسجدها

وفي غضون اجتماع الأيام الثلاثة، أُتيحت لأعضاء وفد المجلس فرصة زيارة كنيس ليوبليانا الذي لم يُفتتح بعدُ. وبإشراف إيلي روزن، رئيس الجالية اليهودية في مدينة غراتس ورئيس اتحاد الجماعات اليهودية في مدينتي غراتس وليوبليانا، سلَّمت المجموعة المتعددة الأديان نسخة من التوراة إلى الحرم المقدس في الكنيس.

ورأى روزن أن الافتتاح يعد لحظة سعيدة لليهود الذين يعيشون في ليوبليانا، والذين اضطروا إلى الاعتماد على الخدمات والإمدادات القادمة من الخارج.

وأضاف روزن: "بافتتاح الكنيس في ليوبليانا، يجد اليهود السلوفينيُّون أول مرة ملاذهم الروحي الخاص بهم الذي يمكنهم من أن يمارسوا يهوديتهم باستقلالية ويمكن الآخرين من أن ينظروا إليهم بمعزل عن المراكز الثقافية، التي يجب عدم الخلط بينها وبين الشعائر والحياة المجتمعية اليهودية. وبهذا الافتتاح أيضًا، باتت اليهودية في سلوفينيا شيئًا حيًّا والثقافة اليهودية ليست مجرد تجربة تراثية لثقافة لم تعد موجودة هنا"

كذلك زار وفد القيادات الإسلامية واليهودية أول مسجد في سلوفينيا والمركز الإسلامي الديني والثقافي، الذي أُتيح بافتتاحه في شهر فبراير من عام 2020 للجالية الإسلامية في سلوفينيا مجالٌ للعبادة وهو مفتوح للزوار أيضًا.

Image
Members of the MJLC as they are visiting the Slovenian capital's first mosque (Photo: Jani Ugrin / KAICIID)

الجمعية العمومية للمجلس عازمة على مكافحة خطاب الكراهية

ونظرًا إلى تفشي جائحة "كوفيد-19"، عقدت بعثة هذا الأسبوع إلى سلوفينيا أول اجتماع للجمعية العمومية للمجلس منذ عامين. وإذ اجتمع أعضاء الجمعية العمومية لتبادل الأفكار والرؤى، ناقشوا أهمية تعزيز الحرية الدينية عبر المبادرات التعليمية -ولا سيَّما تلك التي تستهدف الشباب- والحاجة إلى تزويد القيادات الدينية الإسلامية واليهودية بالمهارات اللازمة للتصدي لخطاب الكراهية.

وتناول المجتمعون أيضًا الحوادث المتزايدة لمعاداة السامية وكراهية الإسلام المرتبطة بجائحة "كوفيد-19" -ومنها الإساءة على الإنترنت- والجهود التي تبذلها بعض الحكومات لوأد الفتنة بين أبناء المجتمعين الدينيَّين. وفي ختام الاجتماع، وافق المجلس على عدد من التغييرات المهمة في نظامه الأساسي ممَّا أتاح له التصرف بفاعلية أكبر ثم أعيد انتخاب أعضاء مجلس إدارته لولاية ثانية.