- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- عقد من الحوار… عقد من الأثر والتحوّل
عقد من الحوار… عقد من الأثر والتحوّل
قبل عشرة أعوام، أُطلق برنامج كايسيد للزمالة الدولية بهدفٍ واضح: تدريب وتمكين القادة المحليين والتربويين من خلفيات دينية وثقافية متنوعة، لاستخدام الحوار وتعزيز حضوره داخل مجتمعاتهم، بوصفه قوةً قادرة على ترسيخ التفاهم المتبادل، وتيسير سبل التعاون، وفي نهاية المطاف الإسهام في تحقيق السلام.
واليوم، نحتفي بعقدٍ كامل من التحوّل؛ تحوّلٍ طال الأفراد، والمجتمعات، ورؤى أتباع الأديان والثقافات.
على مدى العقد الماضي، تحول الحوار من فكرة مثالية إلى استراتيجية عملية لبناء جسور السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي. فقد أطلق أكثر من 550 زميلاً وزميلة من 104 دول أكثر من 700 مبادرة محلية، استفاد منها مئات الآلاف من الأشخاص، مؤكدين حقيقةً بسيطة: أن الحوار ليس مجرد إيماءة رمزية، بل أداة فعّالة لإحداث تغيير دائم.
وخلال هذه الرحلة، تعلّمنا أربعة دروس جوهرية:
-
أولاً: يحقق الحوار أفضل نتائجه بأرواح محلية. فالسلام المستدام يُرسّخه أولئك الذين يعرفون مجتمعاتهم عن كثب — المعلمون، والقيادات الدينية، والنشطاء، والأكاديميون، والعاملون مع الشباب — وليس الفاعلون الخارجيون وحدهم.
-
ثانياً: الحوار أداة وقائية. فهو قادر على حل المظالم قبل أن تتحول إلى صراعات، وإعادة بناء الثقة بعد الأزمات. وأقوى نماذج عمل الزملاء ليست مجرد قصص مصالحة، بل قصص بناء علاقات وقاية من النزاعات.
-
ثالثاً: الحوار قابل للقياس. فنحن نلمسه اليوم في السياسات العامة، والأنظمة التعليمية، وهياكل الوساطة، وأطر السلام الدولية. أثر زملائنا ليس مجرد فكرة نظرية، بل يقود إلى تغييرات حقيقية على مستوى المجتمعات والمؤسسات.
-
رابعاً: الحوار قوة تحويلية. ففي عالم يركز على التعاملات والمواجهات والجدل، يمنحنا الحوار مساحة للاكتشاف المشترك. وعندما ننخرط فيه، لا يتغيّر فهمنا للآخرين فحسب، بل يتغيّر أيضاً فهمنا لأنفسنا ولمجتمعاتنا.
وعلى مرّ السنين، تطوّر برنامج الزمالة ليصبح أكثر من مجرد برنامج تدريبي؛ فقد تحوّل إلى شبكة عالمية من سفراء الحوار تمتد عبر الأجيال والحدود. ويجب أن يبني العقد القادم على هذا الأساس، من خلال تعميق الشراكات، وتعزيز النماذج الإقليمية، وترسيخ مسؤولية خريجي البرنامج.
ومع تصاعد موجات الاستقطاب والصراع في العالم، تزداد الحاجة إلى الحوار إلحاحاً أكثر من أي وقت مضى. ويبرهن زملاؤنا يومياً أن الحوار لا يجمع الناس فحسب، بل يمتلك القدرة على تحويل المجتمعات.
ويجب أن يكون العقد المقبل مرحلة لتوسيع نطاق هذا التحوّل، وتعميق معناه وأثره.
من اجتماعات المائدة المستديرة حول المساواة بين الجنسين وتوسيع نطاق التعاون بين أتباع الأديان لدعم خطة السلام الجديدة، إلى…
