تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأصوات الدينية في آسيا تدعو إلى الاعتزاز بالتنوع وحمايته

05 أغسطس 2020

بمشاركة أكثر من 50 قائدًا دينيًا بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدينية، وكبار صانعي السياسات من الهيئات الحكومية الدولية الإقليمية في عموم آسيا، والخبراء والباحثين، عُقد اللقاء التشاوري الآسيوي أمس افتراضيًا لمناقشة كيفية الاستفادة من التعاون متعدد الأديان في آسيا لمواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ والأضرار الاقتصادية.

ويأتي هذا اللقاء التشاوري الإقليمي الرابع، الذي جمع مشاركين من 16 منطقة مختلفة، ضمن سلسلة من الاجتماعات الإقليمية التحضيرية لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين الرامية إلى جمع المجتمعات الدينية العالمية معًا لمناقشة موضوعات تُعنى بآثار هذا الوباء والحوكمة والدين، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية وحماية البيئة.

وأثناء اللقاء أكد معالي الأستاذ فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات على أهمية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، قائلًا: "يشكل منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين منصة سنوية تجمع شبكات من الجهات الفاعلة الدينية بهدف مناقشة جدول الأعمال العالمية ضمن أطر أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والبلد المضيف "المملكة العربية السعودية" لهذا العام".

 وأضاف: "يتشرف مركز الحوار العالمي (كايسيد) بكونه جزء من اللجنة المُنظمة لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين. ويحدونا الأمل بأن تثري مساهمتنا وعملنا المشترك مع بعض أهم منظمات القيم الدينية جدول أعمال قمة مجموعة العشرين".

وتجدر الإشارة إلى أن مناقشات المشاركين تعكس في الواقع مقدار التنوع الديني والتعاون متعدد الأديان القائم في العديد من البلدان في جنوب وجنوب شرق آسيا، وتدعو أيضًا إلى تحقيق دمج أفضل للأصوات الدينية في صنع السياسات من أجل حماية هذا التنوع والاستفادة منه.

وحذر المشاركون من دول المنطقة من تزايد مظاهر الاستقطاب، ودعوا إلى الاعتراف بأهمية دور القيادات الدينية بوصفها موردًا هامًا للدعم ليس في إطار القضايا الإنسانية والصحية مثل كوفيد-19 فحسب، بل دليلًا أخلاقيًا وأدبيًا في صنع السياسات.

 وبدورها قالت الدكتورة كيزيفينو آرام، عضوة مجلس إدارة مركز الحوار العالمي، ومديرة مؤسسة "شانتي أشرم Shanti Ashram " في الهند: "ما يميز قارة آسيا هو التنوع، ولكننا نرى أن جهود التعاون متعدد الأديان في المنطقة تتوقف عند مستوى عرض جداول الأعمال،أي بعيدةً عن تطبيق الممارسات على أرض الواقع."

وقالت الدكتورة كاثرين مارشال، المديرة التنفيذية للمنظمة العالمية للحوار بين أتباع الأديان والتنمية (WFDD) وعضوة المجلس الاستشاري لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين: "نأمل أن تحظى مجموعة القيم الدينية (I20) باعتراف رسمي؛ لأننا نؤمن بدور الأصوات الدينية، سواء في مواقفها العملية أو الأخلاقية والمعنوية، في صنع جداول السياسات."

وركزت مناقشات الاجتماع على ثلاثة محاور: التعليم والشباب والمرأة؛ وسيادة القانون والحقوق والدين؛ وكيف يمكن حشد جهود الجماعات الدينية للاستجابة للكوارث والتدهور البيئي. 

ومن جهته، شدد الدكتور ديكي سوفجان، باحث رئيس في الاتحاد الإندونيسي للدراسات الدينية (ICRS) على أهمية دور القيادات الدينية في إثراء هذه المحاور، قائلًا: "نحن نعتقد غالبًا بأن الدين عنصر رجعي، ولكن في الواقع، تسهم العديد من الأديان في آسيا في تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة الفساد. ونرى أن مجموعة العشرين تحتاج اليوم إلى اتخاذ موقف قوي إزاء الحرية الدينية، ليس فقط في آسيا، ولكن في جميع أنحاء العالم.  وفي ظل صعود التيارين "الشعوبي والمُحافظ"، فإننا نحتاج إلى التفكير في السياسات والهياكل القانونية لضمان حرية الدين والمعتقد في جميع البلدان التي نعمل فيها."

وكان الاجتماع الذي عقد على مدار يومين 5-6 أغسطس، قد توج بسلسلة من التوصيات التي ستقدم إلى صانعي السياسات لإثراء المحاور المواضيعية لقمة مجموعة العشرين.

 وقد جاء هذا اللقاء، بالإضافة إلى ثلاثة لقاءات إقليمية أخرى عُقدت في أوروبا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية، بدعم من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالتعاون مع شركائه الرئيسيين جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين ومبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المملكة العربية السعودية بهدف المساهمة في صياغة التوصيات النهائية لقادة العالم الذين سيحضرون قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في شهر نوفمبر في العاصمة السعودية الرياض.