
شارك مركز الحوار العالمي أمس في صلاة مشتركة بين أتباع الأديان على الإنترنت أقامتها منظمة "أريغاتو" الدولية وشبكتها العالمية للأديان من أجل الأطفال (GNRC) مع العديد من المنظمات الدينية في أعقاب جائحة فيروس كورونا المستجد. وقد جمع ذلك الحدث، الذي بُثَّ عبر موقعي يوتيوب وفيس بوك، القيادات الدينية وممثلي الديانات الرئيسة في العالم، ومنها البهائية والبوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام واليهودية والسيخية. ثم إن تلك الصلاة قد ترأسها القس الجليل خوليو موراي، وهو أسقف بنما ورئيس الكنيسة الأنجليكانية في أمريكا الوسطى.
وبدروها، فقد شدَّدت عضوة مجلس إدارة مركز الحوار العالمي الدكتورة كيزيفينو آرام على أنه "في الأيام المئة الماضية من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، وجدنا نفوسنا وقد خيَّم عليها في الغالب ظلام المرض واليأس والموت؛ إذ إننا نواجه فيروسًا لا يُرى بالعين المجردة قادرًا على تدمير الحياة اليومية على هذا النطاق الواسع، ونمر فعلًا بأزمة صحية عامة وأزمة إنسانية على حد سواء. ثم إنه لم يسبق لنا قَطُّ أن واجهنا بصدق ظروفًا صعبة كهذه في حياتنا، كما أننا لم نشهد مظاهرَ رائعةً من الاهتمام والرعاية ببعضنا بعضًا كهذه التي نراها اليوم".
وأضافت: "إن الأطفال هبات إلهية. وعليه، فإننا نرجو أن يذكرنا وجودهم بغايتنا الحقيقية في الحياة القائمة على مساعدتهم والاستثمار في حياتهم استثمارًا ملموسًا والتأثير بصورة حاسمة في التحديات الكثيرة التي يواجهونها، مثل الفقر والمرض والفساد والإعاقة والعنف". ثم ختمت قائلة: "نرجو أن يساعدنا الوجود المشرق لأطفالنا على الانتقال من مرحلة الصلاة معًا من أجل الأطفال إلى مرحلة العمل من أجل رفاهيتهم".
كذلك دعا نائب الأمين العام لمركز الحوار العالمي، السيد ألفارو ألباسيتي، إلى إيجاد استجابات موحدة للأزمة الحالية؛ إذ قال: "من المؤكد أنه لن يسلم أحد من هذا الوباء العالمي الذي قلب حياتنا رأسًا على عقب، ونحن جميعًا عرضة لهذا الوباء الذي فرض علينا جوًّا من الشك والخوف. وفي الأوقات الصعبة كهذه، يجب علينا التكاتف والاتحاد بوصفنا مجتمعًا عالميًّا واحدًا، وإن تضامننا وأملنا سيساعداننا على التغلب على هذا الوباء القاتل".
ثم أضاف: "إن الأطفال في جميع أنحاء العالم هم من بين الفئات الأشد تضررًا من هذه الأزمة. والأطفال هم غدُنا وأملنا من أجل مستقبل واعد؛ لذا يحتاج الأطفال إلى الحماية والرعاية وضمان أنهم سيكونون بخير. وبالنيابة عن مركز الحوار العالمي، أود أن أشيد بمبادرة الصلاة المتعددة الأديان هذه التي يمثل أصغر أعضاء مجتمعنا سنًّا عنصرها الرئيس".
وفي أثناء الصلاة، أرسل أطفال من مختلِف أنحاء العالم رسائل أمل وتضامن إلى أطفال آخرين، وذلك لكونهم حاليًّا يمثلون أكثر الفئات ضعفًا وتأثرًا بهذا الوباء، ولأن الكثير من الأطفال وأسَرهم محجورين في منازلهم وقرابة 90٪ منهم لا يذهبون إلى المدرسة. ولقد دعت تلك الصلاة المشتركة بين أتباع الأديان المجتمعات الدينية إلى إعطاء الأولوية لسلامة أطفالها ورفاههم.
وقال القس كيشي مياموتو رئيس منظمة أريغاتو الدولية: "يجب علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز تضامن المجتمع البشري الواحد والعمل معًا والاستماع إلى الأطفال بوصفهم جزءًا من الحل لتعزيز التضامن العالمي".
شراكة مركز الحوار العالمي مع منظمة أريغاتو الدولية
وقعت منظمة أريغاتو ومركز الحوار العالمي مذكرة تفاهم في يوليو عام 2019 للتعاون على عقد لقاءات ومبادرات حوارية مشتركة، مع التركيز الخاص على الأطفال والشباب؛ إذ تدرك المنظمتان كلتاهما أهمية الحوار والمشاركة مع المجتمعات الدينية في الجهود المبذولة لإنهاء العنف الممارس على للأطفال وتعزيز رفاهيتهم.
وانطلاقًا من تلك الشراكة التعاونية، دعم مركز الحوار العالمي دراسة متعددة الأديان بشأن اتفاقية حقوق الطفل أعدتها منظمة أريغاتو بالتعاون الوثيق مع منظمة اليونيسف والممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعنف الممارس على الأطفال والشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال (GNRC) والمنظمة الدولية للرؤية العالمية.